درس فقه:
الامر الخامس: انّ القضاء منصب جلیل ذو حظٍّ عظیم ثابتٌ من قبل الله تعالی للنّبی صلی الله علیه و آله و من قبله صلی الله علیه و آله للائمة علیهم السلام و من قبلهم علیهم السلام للفقیه الجامع للشرائط الآتیة و لا یخفی انّ خطره عظیمٌ جدّاً و قدّ ورد «انّ القاضی علی شفیر جهنّم» و عن امیرالمؤمنین علیه السلام «یا شریح قد جلست مجلساً لا یجلسه الّا نبیّ او وصیّ نبیٍّ او شقیّ»[۱]
و عن الصادق علیه السلام: اتّقوا الحکومة فانّ الحکومة انّما هی للامام العالم بالقضاء العادل فی المسلمین لنبیّ او وصیّ نبیّ[۲]
و في رواية اخری «من حكم في درهمين بغير ما أنزل الله تعالی فقد كفر»[۳]
و في أخرى «لسان القاضي بين جمرتين من نار حتّى يقضي بين النّاس فإمّا في الجنّة و إمّا في النار»[۴]
و عن الصادق عليه السلام قال: «القضاة أربعة: ثلاثة في النّار و واحدٌ في الجَنّة رجلٌ قضى بجورٍ و هو يعلم فهو في النّار و رجلٌ قَضى بجورٍ و هو لا يعلم فهو في النّار و رجلٌ قَضى بِالحَقّ و هُو لا يَعلَم فَهُو في النّار و رجلٌ قَضى بالحقّ و هو يَعلم فَهُو فِي الجَنّة»[۵] و لو كان موقوفاً على الفَتوى يلحقه خطر الفتوى أيضاً ففي الصّحيح قال الباقر عليه السلام: «مَن أفتى النّاس بغير علمٍ و لا هدىً من الله لعنه ملائكة الرّحمة و ملائكة العذاب و لَحقه وزر مِن عمل بفتياه[۶]
و عن النبی صلی الله علیه و آله و سلّم: مَن جُعِلَ قاضیاً فقد ذبح بغیر سکّینٍ[۷]
فلا ارتیاب فی کون القضاء من المناصب الجلیلة و کذا فی کون الاصل ثابتاً لله تعالی و من قبله للنبی صلی الله علیه و آله علی ما یقتضیه قوله تعالی فی موارد کثیرة مثل قوله تعالی: فان تنازعتم فی شیءٍ فردّوه الی الله و الرّسول[۸] و قوله تعالی: و ما کان لمومن و لا مومنة اذا قضی الله و رسوله امراً ان یکون لهم الخیرة من امرهم[۹] و قوله تعالی: فلا ربّک لا یؤمنون حتّی یحکّموک فیما شجر بینهم ثمّ لا یجدوا فی انفسهم حرجاً ممّا قضیت و یسبلّمو تسلیماً[۱۰] و قد تقرّر فی محلّه انّ احد المناصب الثلاثة التي كانت ثابتةً للرسول صلّى اللّه عليه و آله في المدينة هو القضاء كالرّسالة و الحكومة كما لا إشكال في ثبوته للأئمّة المعصومين عليهم السّلام و ندلُّ عليه مضافاً إلى ثبوت الولاية العامّة لهم مسلّماً الرّواياتُ الدالّةُ على جعلهم علیهم السلام القضاة و الحكّام و من الواضح أنّ جعل القاضي و الحكم لا يتمّ مع عدم صلاحيّتهم للقضاء
و أمّا الثّبوت للفقيه الجامع للشرائط فيدلُّ عليه أيضاً رواياتٌ دالَّة على جعله كذلك مثل مشهورة أبي خديجة سالم بن مكرم الجمّال قال: قال الصادق عليه السّلام: إيّاكم أن يحاكم بعضكم بعضاً إلى أهل الجور و لكن انظروا إلى رجل منكم يعلم شيئاً من قضايانا فاجعلوه بينكم فإنّي قد جعلته قاضیاً فتحاکموا الیه[۱۱]
و مثل مقبولة عمر بن حنظلة: انظروا إلى من كان منكم قد روى حديثنا و نظر في حلالنا و حرامنا و عرف أحكامنا فارضوا به حكماً فإنّي قد جعلته عليكم حاكماً فإذا حكم بحكمنا فلم يقبله منه فإنّما بحكم الله قد استخفّ و علينا ردّ و الرادّ علينا الرادّ على الله و هو على حدّ الشّرك بالله[۱۲]
[۱] الوسائل ۲۷/۱۷ ابواب صفاة قاضی ب۳ ح۲
[۲] الوسائل ۲۷/۱۷ ابواب صفاة قاضی ب۳ ح۳
[۳] الوسائل ۲۷/۱۷ ابواب صفاة قاضی ب۳ ح۱۳
[۴] الوسائل ۲۷/۲۲۸ ابواب صفاة القاضی باب ۱۲ ح۲
[۵] الوسائل ۲۷/۲۲۸ ابواب صفاة القاضی باب ۱۲ ح۲
[۶] الوسائل ۲۷/۲۲ ابواب صفاة القاضی باب ۴ ح۶
[۷] الوسائل ۲۷/۸ ابواب صفاة القاضی باب ۳ح۸
[۸] النساء ۱۰۵
[۹] الاحزاب ۳۳
[۱۰] النساء ۶۵
[۱۱] الفقیه ج۳ ص۲ ح۱ ـ الکافی ۷/۴۱۲ ح۴ ـ التهذیب ۶/۲۱۹ ح۵۱۶ ـ وسائل ۲۷ ص۱۳ ابواب صفاة قاضی با۱ ح۵
[۱۲] الکافی ج۷ ص۴۱۲ ح۵